علاج نزيف المخ

علاج نزيف المخ

علاج نزيف المخ

نزيف المخ هو النزيف داخل الدماغ الناجم عن تمزق الأوعية الدموية وتكوين تجمع من الدم يسمى ورمًا دمويًا في الدماغ. مع استمرار النزيف، يزداد حجم التجمع الدموي؛ لذا يزداد الضغط داخل الدماغ، وبالتالي يمنع الأكسجين والمواد المُغذية من الوصول إلى أنسجة المخ. يمكن أن يؤدي ضغط الدماغ إلى تلف المخ، عجز عصبي، فقدان الوعي، أو حتى الموت. يمكن أن يحدث نزيف المخ في أي عمر، وهو أكثر شيوعًا عند الرجال منه عند النساء.

يعتمد الضرر الناجم عن النزيف داخل المخ على مكان النزيف. كل جزء من الدماغ مسؤول عن وظيفة مختلفة، لذلك ثظهر آثار نزيف المخ على جزء الجسم الذي تتحكم فيه منطقة الدماغ المتضررة. اعتمادًا على موقع وشدة النزيف، قد يعاني الفرد من شلل جزئي أو تنميل، أو فقدان الرؤية، أو تغيرات في الشخصية، أو فقدان الذاكرة، أو تغيرات في القدرات المعرفية. قد تكون بعض هذه التأثيرات قابلة للانعكاس جزئيًا على الأقل من خلال العلاج الطبيعي. في الحالات الأكثر شدة، يسبب النزيف داخل المخ تلفًا دائمًا في الدماغ وفقدان الوظيفة أو الوفاة. في جميع الحالات، يلزم العلاج الطبي الفوري لوقف النزيف وتقليل الضغط الناتج عن الورم الدموي.

ما الذي يسبب النزيف داخل المخ؟
يحدث تمدد الأوعية الدموية في الدماغ عندما يكون جدار أحد الأوعية رقيقًا وضعيفًا؛ مما يؤدي إلى حدوث تمزق أو انفجار في الأوعية ويسبب نزيفًا في المخ. هناك ثلاثة أنواع من النزيف داخل المخ:
1. الأكثر شيوعًا هو النزيف المخي في الطبقات الواقية حول الدماغ والعمود الفقري. عادةً ما يحدث النزيف نتيجة لحادث أو صدمات أخرى في الرأس، أو تمدد الأوعية الدموية. 
2. يحدث النزيف  داخل أنسجة المخ نفسها وعادةً ما يكون نتيجة لارتفاع ضغط الدم، أو ورم، أو تشوه كهفي، أو تشوه شرياني وريدي .
3. يحدث النزيف داخل بطينات المخ وعادة ما يحدث بسبب تشوه الأوعية الدموية. 
كما يمكن أن يحدث النزيف أيضًا نتيجة لترقق الدم الناتج بسبب استخدام الأسبرين بانتظام أو استخدام الأدوية المضادة للتخثر مثل الوارفارين. الأفراد الذين يدخنون هم أيضًا أكثر عرضة للإصابة بنزيف المخ.

أعراض نزيف المخ:
إن العديد من الأشخاص الذين يعانون من نزيف داخل الجمجمة يعانون من الأعراض الأولى أثناء نوبة الدماغ نفسها. قبل حدوث التمزق أو الانفجار، قد يشعر المريض ببعض الألم في الرأس والعين والرقبة، وفي بعض الأحيان قد لا تظهر أي أعراض. 

قد تختلف أعراض نزيف المخ اعتمادًا على حجم التمزق وموقعه، ولكنها تظهر بشكل عام فجأة وبسرعة، وعادةً ما تشمل:
صداع حاد.
غثيان أو قيء.
خدر أو وخز.
حاسة التذوق غير الطبيعية.
تغير في اليقظة، يتراوح من الشعور بالنعاس إلى فقدان الوعي.
صعوبة في التحدث أو البلع.
صعوبة في الكتابة أو القراءة.
فقدان التنسيق أو التوازن.
ضعف أو فقدان المهارات الحركية.
شلل في الوجه.
الرؤية المزدوجة، أو فقدان الرؤية، أو تغيرات أخرى في الرؤية.
تدلي الجفن، أو حركات العين غير المنضبطة.
 
نزيف المخ هو حالة طبية طارئة للغاية تتطلب علاجًا فوريًا. يجب توجه أي شخص تظهر عليه أعراض نزيف الدماغ إلى غرفة الطوارئ في أسرع وقت ممكن للتشخيص والعلاج.

من المهم جدًا التشخيص المبكر لحالات تمدد الأوعية الدموية، حيث يكون التدخل الجراحي في كثير من الحالات الحل الأمثل لعلاج الأوعية الدموية المتمددة والبارزة في المخ التي قد تكون عرضة للتمزق أو الانفجار داخل المخ. يتم تحديد نوع العلاج، سواء كان جراحيًا أو عن طريق المنظار، بناءًا على حالة المريض.

تشخيص نزيف المخ:
عادًة ما يتم تشخيص نزيف المخ في غرفة الطوارئ لأن أعراضه العاجلة تظهر فجأة. يتم التشخيص بناءً على الأعراض الجسدية بالإضافة إلى اختبارات أخرى، بما في ذلك التصوير المقطعي (CT) والتصوير بالرنين المغناطيسي (MRI) واختبارات الدم.

يعد التشخيص الدقيق أمرًا بالغ الأهمية، خاصةً التمييز بين نزيف المخ والسكتة الدماغية. يتضمن علاج نزيف المخ إيقاف النزيف في أسرع وقت ممكن لتقليل الأضرار التي لحقت بالدماغ. غالبًا ما يتم علاج السكتة الدماغية، الناجمة عن جلطة دموية أو انسداد الأوعية الدموية، بأدوية مميعة للدم أو أدوية مضادة للتخثر، مما قد يؤدي إلى تفاقم آثار النزيف في حالة خطأ التشخيص.

قديمًا، كان العلاج الطبي لنزيف المخ يتلخص في إبطاء النزيف عن طريق خفض ضغط الدم، والانتظار حتى يتحلل التجمع الدموي بمرور الوقت، وبعد ذلك، إذا نجا المريض، يبدأ العلاج الطبيعي لاستعادة الوظيفة المفقودة. أما اليوم، يمكن علاج نزيف المخ عن طريق الجراحة لوقف النزيف، ومنع توسع تجمع الدم، وإصلاح الأوعية الدموية الممزقة.

علاج نزيف المخ: 
نزيف المخ هو حالة طبية طارئة للغاية تتطلب علاجًا فوريًا. يقوم الأستاذ الدكتور محمد البلتاجي أستاذ جراحة المخ والأعصاب، كلية الطب، جامعة القاهرة، صاحب سنوات الخبرة العديدة في علاج نزيف المخ الحاد وغيرها من الأمراض الدماغية بتقييم المريض لتحديد ما إذا كانت الجراحة هي أفضل مسار للعلاج. يعتمد هذا القرار على عمر المريض وصحته العامة، ودرجة تلف الدماغ والعجز العصبي الذي حدث بالفعل، وموقع النزيف والورم الدموي.

تعمل الجراحة على تخفيف الضغط على الدماغ وتسمح للجراح بإزالة الدم المتجمع وإصلاح الأوعية الدموية التالفة. يؤدي تصريف الورم الدموي إلى تخفيف الضغط على الدماغ على الفور عن طريق تقليل حجم الدم المتجمع من النزيف، وبالتالي تقليل الضرر الثانوي الذي يلحق بالدماغ الناتج عن زيادة الضغط داخل الجمجمة. يمكن لجراح الأعصاب الماهر أن يختار من بين الطرق الجراحية المختلفة لإزالة التجمع الدموي.

نزيف المخ

الجراحة المفتوحة:
يقوم الأستاذ الدكتور محمد البلتاجي بفتح جزء من الجمجمة مؤقتًا وإجراء عملية جراحية مفتوحة لتصريف الورم الدموي وإصلاح الأوعية الدموية الممزقة.هذا إجراء جراحي كبير يستخدم عادةً عندما يكون الورم الدموي كبيرًا جدًا، أو عندما يضغط على جذع الدماغ، حيث يتم التحكم في الوظائف الحيوية.

تصريف الدم بالمنظار:
هذا الإجراء يتضمن حفر ثقب في الجمجمة، ولكن بدلًا من الأدوات الجراحية التقليدية، يمكن للأستاذ الدكتور محمد البلتاجي الوصول إلى التجمع الدموي وتصريفه باستخدام منظار داخلي (أداة صغيرة موجهة بالكاميرا).
يتم استخدام التصوير المقطعي المحوسب (CT)  وجهاز الملاحة الجراحي لتحديد موقع التجمع الدموي واستخدام أداة شفط مخصصة لتصريفه. 

الفرق بين نزيف المخ والسكتة الدماغية:
يختلف نزيف المخ عن السكتة الدماغية التي تحدث بسبب انسداد تدفق الدم إلى الدماغ بسبب مرض انسداد الشريان السباتي أو أي حالة أخرى تمنع الدم من الوصول إلى الدماغ. يميل الأشخاص الذين يعانون من النزيف داخل المخ إلى أن يكونوا أصغر سنًا من أولئك الذين يعانون من انسداد الشريان السباتي، والذي يحدث بشكل أكثر شيوعًا عند كبار السن. يمكن أن يحدث النزيف داخل المخ في أي عمر.

هل نزيف المخ قاتل؟
يمكن أن يكون نزيف الدماغ مهددًا للحياة ويسبب تلفًا دائمًا في الدماغ. تعتمد شدة نزيف الدماغ ونتيجته على سببه، وموقعه داخل الجمجمة، وحجم النزيف، ومقدار الوقت الذي يمر بين النزيف والعلاج. بمجرد أن تموت خلايا الدماغ، فإنها لا تعود. يمكن أن يكون الضرر شديدًا ويؤدي إلى إعاقة جسدية وعقلية وبالتالي إعاقة وظيفية أيضًا. لذا يجب التوجه بسرعة لأفضل جراح مخ والأعصاب وهو الأستاذ الدكتور محمد البلتاجي أستاذ جراحة المخ والأعصاب، كلية الطب، جامعة القاهرة.