علاج الانزلاق الغضروفي العنقي والقطني

يتكون العمود الفقري من سلسلة من العظام تسمى الفقرات التي تمتد من أعلى إلى أسفل الظهر. يمر الحبل الشوكي عبر العمود الفقري. تساعد العظام على حماية الحبل الشوكي من الإصابة. توجد غضاريف تحتوي على مادة جيلاتينية بين كل فقرة وما يليها لتعمل على امتصاص الصدمات لدعم العمود الفقري وضمان مرونة حركته. تنطلق أعصاب كبيرة تسمى الجذور العصبية من الحبل الشوكي عبر ثقوب صغيرة في العظام. تقوم هذه الجذور العصبية بإرسال واستقبال الإشارات من وإلى الجسم. يتم إرسال الإشارات من وإلى المخ عبر الحبل الشوكي.

الانزلاق الغضروفي هو حالة مرضية تحدث عندما ينزلق جزء من المادة الجيلاتينية من داخل الغضروف، ليضغط على الأعصاب المحيطة. تعتبر الفقرات القطنية، وهي مجموعة من خمس فقرات قريبة من البطن، من المناطق الأكثر عرضة للانزلاق الغضروفي ويليها الفقرات العنقية، وهي مجموعة من سبع فقرات في منطقة الرقبة.

• التقدم في العمر، حيث تفقد فقرات العمود الفقري السائل الوقائي بداخل المادة الجيلاتينية بالغضاريف.

• عدم ممارسة التمارين الرياضية مما يُضعف العضلات وخاصةُ مع الرقبة الطويلة وبالتالي يجهد العمود الفقري.

• النظر إلى أسفل أثناء استخدام الشاشات الإلكترونية والهواتف الذكية.

• الحركات الخاطئة للرقبة في اتجاهات متفرقة بعنف.

• الحوادث وصدمات الرقبة.

• التقدم في السن.

• رفع أو حمل أشياء ثقيلة بشكل خاطئ يمكن أن يؤدي إلى إجهاد في أسفل الظهر.

• زيادة الوزن وعدم ممارسة الرياضة، حيث يتعرض الظهر لضغط إضافي.

• وضعيات غير صحيحة أثناء الجلوس وخاصةً أثناء استخدام الشاشات الألكترونية لساعات طويلة في فترات العمل.

• ضعف العضلات لدى الحوامل يمكن أن يؤدي إلى تطور الانزلاق الغضروفي.

• ممارسة أعمال تتطلب إجهاد منطقة أسفل الظهر مثل القيادة لفترات طويلة.

• التعرض للصدمات في أسفل الظهر.

تختلف الأعراض طبقًا لمكان الانزلاق الغضروفي وحسب وظيفة العصب المضغوط، ومن أشهر أعراض الانزلاق الغضروفي بوجه عام:

• الألم الذي يبدأ عادةً في الظهر أو الرقبة، ويزداد سوءًا مع مرور الوقت.

• الشعور بالتنميل في الأطراف (اليدين، القدمين، الرأس).

• الشعور بثقل وضعف عام في العضلات.

• صعوبة الوقوف أو الجلوس بسبب ضغط الغضروف على الأعصاب المحيطة به عند الانحناء أو تحريك الجسم.

• الشعور بالألم أثناء العطس والسعال.

• صداع مستمر بسبب تقلص فقرات الرقبة.

 

قد تؤدي المضاعفات الناتجة عن الانزلاق الغضروفي إلى تلف الأعصاب وفقدان الإحساس في الفخذين الداخليين والجزء الخلفي من الساق، وقد تؤثر أيضًا على القدرة على التحكم في عملية التبول. أيضًا سقوط القدم وضعف عضلات الساق يدل على التأثر الشديد للعصب بسبب الانزلاق الغضروفي والعلاج في هذه الحالة هو التدخل الجراحي السريع لتجنب موت عصب القدم بالكامل. لذلك، ينصح بعدم تجاهل الأعراض ومراجعة جراح المخ والأعصاب لسرعة العلاج.

يقوم الأستاذ الدكتور محمد البلتاجي أستاذ جراحة المخ والأعصاب، كلية الطب، جامعة القاهرة، بالتشخيص بالفحص الجسدي ويتبعه إجراء أشعة الرنين المغناطيسي لتقييم درجة الانزلاق الغضروفي، لاستبعاد وجود أورام، ولتحديد المسار العلاجي.

يعد العلاج المبكر أمرًا هامًا جدًا حيث قد يؤدي الانزلاق الغضروفي إلى تلف دائم في الأعصاب وفقدان الإحساس في الأطراف. في الحالات البسيطة، قد يتم علاج الانزلاق الغضروفي بالعلاج التحفظي بواسطة الأدوية باسطة العضلات، مضادات الالتهابات، فيتامين ب12، العلاج الطبيعي، والراحة لتجنب العوامل المسببة لإجهاد الظهر. أما في الحالات المتقدمة، يصبح العلاج الجراحي ضروريًا، ويتضمن تسليك العصب واستئصال الغضروف المنزلق.

التكنولوجيا والتطور والخبرة ساعدت على تطور عمليات جراحة العمود الفقري لأمان أكثر ونسب نجاح أعلى. كما أتاحت للمريض مغادرة المستشفى في خلال 48 ساعة. كل تلك المميزات تتحقق مع التدخل الجراحي المحدود لعمليات العمود الفقري.

التدخل الجراحي المحدود في جراحة العمود الفقري يشير إلى إجراء جراحي يتم عبر فتحة صغيرة في العمود الفقري. كما يعتبر التدخل المحدود في جراحة العمود الفقري أقل تأثيرًا على العضلات المجاورة والأنسجة الأخرى، وبالتالي يسبب أقل ألم ويتيح تعافيًا أسرع بعد الجراحة مقارنةً بالجراحة المفتوحة. في الجراحة المفتوحة، يتم قطع شق طويل في الظهر لفصل العضلات والأنسجة الرخوة المحيطة بالعمود الفقري، وفي بعض الحالات تتم إزالة أجزاء من الأنسجة.

1) الميكروسكوب الجراحي الذي يوفر للجراح رؤية دقيقة للتفاصيل والأعصاب بفضل قوة التكبير والإضاءة القوية.

2) المنظار الجراحي يعمل على تكبير صورة المجال الجراحي للجراح بشكل كبير.

1) تخدير المريض كليًا.

2) إجراء جرح صغير لا يتجاوز ٣ سم باستخدام الميكروسكوب الجراحي أو المنظار الجراحي. يختلف موضع الشق الجراحي طبقًا لمكان الغضروف. في حالة الفقرات القطنية تكون الفتحة الجراحية في الظهر ولكن في حالة الفقرات العنقية، يكون الموضع الجراحي من الأمام. 

3) يتم إدخال أنبوبة دقيقة لإنشاء ممر إلى منطقة العمود الفقري المصابة. 

4) يتم بلطف دفع العضلات والأنسجة المحيطة بالمنطقة المصابة.

5) يتم تسليك العصب المضغوط من خلال إزالة الغضروف المنزلق بدقة للحفاظ على هيكلية العمود الفقري وتجنب تزحزح الفقرات. 

6) يتم تثبيت الفقرات لجميع حالات الانزلاق الغضروفي العنقي وفي بعض حالات الانزلاق الغضروفي القطني.

7) بعد العملية، يستفيق المريض من التخدير ويمكنه أن يبدأ في التحرك في نفس يوم العملية أو اليوم التالي.

8) يمكن للتعافي أن يستغرق حوالي أسبوع، حيث يعود المريض إلى حياته الطبيعية.

1) عدم إلحاق ضرر بالأعصاب أو العضلات المحيطة، حيث لا يتطلب استئصال جزء من الصفائح العظمية أو الأربطة المحيطة للوصول إلى الغضروف المنزلق، وبالتالي المحافظة على سلامة الأربطة والعضلات والمفاصل وبالتالي الإبقاء على اتزان العمود الفقري.

2) يتم الإجراء الجراحي من خلال شق صغير لا يتجاوز ١.٥ سم في الجلد والعضلات؛ مما يضمن ألم أقل وفترة شفاء أقصر.

3) ضمان التخلص من الألم، نظرًا لإزالة جميع أجزاء الغضروف المنزلق بسبب وضوح الرؤية.

4) نسبة أمان عالية، بفضل الرؤية المتميزة أثناء الوصول إلى العصب ونقله لإزالة الغضروف بدون التأثير على حركة العمود الفقري.

5) تعافي أسرع، حيث يتم استئصال الغضروف من خلال الفتحات الصغيرة الطبيعية بين الفقرات، دون الحاجة إلى إزالة أجزاء من العظام أو الأربطة المحيطة؛ مما يحافظ على طبيعة العمود الفقري واستقراره ويسهم في علاج انزلاق الغضروف بشكل سريع.

6) فترة نقاهة أقل والعودة السريعة إلى الحياة اليومية، حيث يمكن للمريض بعد فترة قصيرة التحرك بشكل طبيعي والعودة إلى مهامه الوظيفية.

7) تقليل نسبة المضاعفات مثل النزيف أو حدوث عودة الغضروف، حيث تسمح التدخلات المحدودة بالحفاظ على سلامة هيكل العمود الفقري دون إزالة أجزاء من العظام والأربطة المحيطة.

8) بعد مرور شهرين من استئصال الغضروف بالتدخل المحدود، يمكن للمريض أن يبدأ في ممارسة التمارين الرياضية المناسبة لاستعادة القوة العضلية.

تختلف الإجابة على هذا السؤال تبعًا لمكان استئصال الغضروف. في حالة استئصال غضروف عنقي، يجب تثبيت الفقرات لكل الحالات. أما في حالة استئصال غضروف قطني أو غضروف عجزي، قد لا يحتاج المريض إلى خطوة التثبيت ويتخذ الأستاذ الدكتور محمد البلتاجي أستاذ جراحة المخ والأعصاب، كلية الطب، جامعة القاهرة، هذا القرار اعتمادًا على عدة أسباب وأهمها درجة ثبات الفقرات أثناء العملية، اتزان العمود الفقري، سلامة الأجنحة التي تحمل الفقرة، وقدرة المريض على الحفاظ على الوزن الصحي.

تتم إزالة الغضروف المتضرر ووضع قفص كربوني بين الفقرتين لتثبيتهما أو قد يتم تثبيت الفقرات بشرائح ومسامير من خلال الميكروسكوب الجراحي لتثبيتها بشكل ثابت داخل الفقرة، دون التأثير على الأعصاب أو الأنسجة المحيطة.

عملية تثبيت الفقرات تقلل فرص انزلاق الغضروف في المستقبل لدى مرضى الانزلاق الغضروفي، ولا تتسبب في تضييق نطاق الحركة كما يظن بعض المرضى، لأن فقرات العمود الفقري الأخرى قابلة للتحرك الطبيعي وتعويض ثبات هاتين الفقرتين ببعضهما.

مع خبرة أ. د. محمد البلتاجي أستاذ جراحة المخ والأعصاب، كلية الطب، جامعة القاهرة، تستطيع الوصول إلى أقصى استفادة للتخلص من مشاكل الانزلاق الغضروفي وآلامه قبل فوات الأوان، مع المحافظة على صحة العمود الفقري في المستقبل.