علاج استسقاء الدماغ

علاج استسقاء الدماغ

علاج استسقاء الدماغ

استسقاء الدماغ هو تراكم السائل النخاعي داخل تجاويف أو بطينات الدماغ. هذا السائل يقوم بنقل المواد الغذائية من وإلى الخلايا المخية. مع زيادة تراكم السائل، يزداد حجم الجمجمة بسبب الضغط المتزايد على الخلايا الدماغية والضغط على المخ. يمكن أن يتسبب الضغط المفرط من السائل الدماغي في تلف الأنسجة الدماغية وحدوث إعاقات وظيفية.

ما هو السائل النخاعي وما هي أهمية؟
ينتج الدماغ سائلًا شفافًا يسمى السائل النخاعي أو المخي الشوكي (CSF)، وهو يحيط بالدماغ والحبل الشوكي ويحميهما. يتم إنتاج السائل الدماغي الشوكي في الغالب في بطينات المخ والضفيرة المشيمية. 

يتحرك السائل الدماغي الشوكي بشكل مستمر داخل بطينات الدماغ ويؤدي العديد من الوظائف الحيوية: 
1. يعمل بمثابة ممتص للصدمات أو وسادة واقية للدماغ والحبل الشوكي. 
2. يعمل كوسيلة لتوصيل العناصر الغذائية والبروتينات اللازمة إلى الدماغ.
3- يعمل على إزالة النفايات من المخ.

في ظل الظروف العادية، يوجد توازن دقيق بين كمية السائل الدماغي الشوكي المنتجة ومعدل امتصاصه. تنتج أجسامنا من 50 إلى 500 مللي من السائل الدماغي الشوكي يوميًا، ويتصرف باستمرار من خلال قنوات بالمخ بنفس المعدل.

عندما يتراكم السائل الدماغي الشوكي حول الدماغ، فإنه يمكن أن يخلق ضغوطًا ضارة على أنسجة الدماغ المحصورة داخل الجمجمة. يحدث تراكم السائل الدماغي الشوكي إما بسبب زيادة إنتاج السائل، أو انخفاض معدل تصرفه بسبب انسداد القنوات.
يمكن أن يحدث استسقاء المخ في أي عمر، ولكنه أكثر شيوعًا عند الرضع والبالغين الذين تبلغ أعمارهم 60 عامًا أو أكبر. 

ما هي أعراض استسقاء الدماغ للأطفال والبالغين؟
الرضع أقل من سنة ونصف:
حجم الرأس كبير بشكل غير طبيعي.
زيادة محيط الرأس بشكل سريع.
انتفاخ الأماكن الرخوة في الأعلى.
بروز الأوردة في فروة الرأس.
عيون ثابتة نحو الأسفل أو علامة غروب الشمس.
القيء.
النعاس.
التهيج.
النوبات.

الأطفال والمراهقون:
قيء صباحي غير مرتبط بالأطعمة ومستمر.
ارتشاح في العصب البصري، مما يؤدي إلى ضعف قوة الإبصار أو الحول وقد ينتهي بالعمى.
اضطرابات في التوازن والمشي.
تباطؤ النمو.
التغيرات في الشخصية.
عدم القدرة على التركيز.
النوبات.
ضعف الشهية.
سلس البول.

الكبار:
صداع.
قيء وغثيان.
صعوبة أو اضطرابات في المشي.
فقدان التوازن أو التنسيق.
الخمول.
سلس البول.
ضعف البصر.
ضعف المهارات المعرفية.
الخرف الخفيف وفقدان الذاكرة.

الخطوات التشخيصية لاستسقاء المخ:
بمجرد أن يشتبه الطبيب في استسقاء المخ، فإنه يقوم بإجراء تقييم سريري شامل، بما في ذلك مراجعة وتسجيل تاريخ المريض المُفصل وإجراء فحص جسدي لتقييم الحالة. يوصى عادةً بإجراء فحص عصبي لقاع العين، ويليه واحد من الاختبارات التالية، لتأكيد التشخيص وتقييم خيارات العلاج:
التصوير المقطعي المحوسب.
التصوير بالرنين المغناطيسي.
البزل القطني.
مراقبة الضغط داخل الجمجمة.

قد تكشف الاختبارات معلومات مفيدة حول مدى خطورة الحالة وسببها المحتمل. بمجرد الاشتباه في استسقاء المخ، من المهم التوجه إلى أفضل جراح الأعصاب الأستاذ الدكتور محمد البلتاجي، أستاذ جراحة المخ والأعصاب، كلية الطب، جامعة القاهرة، لخبرته في تفسير نتائج الاختبار وعلاج الحالة.

استسقاء المخ
علاج استسقاء المخ للأطفال والبالغين:
لا يمكن أن يختفي استسقاء المخ من تلقاء نفسه إذا تُرك دون علاج، بل على العكس يمكن أن يكون استسقاء الرأس قاتلًا. يؤدي التشخيص المبكر والعلاج الناجح إلى تحسين فرصة الشفاء الجيد.

إن استسقاء المخ قابل للعلاج من خلال جراحة المخ. إن أفضل الطرق لعلاج استسقاء الدماغ هو تركيب صمام المخ أو استخدام المناظير المخية. يتم اختيار الطريقة المناسبة بناءً على التشخيص الدقيق وتقييم الحالة الفردية للمريض.

زراعة تحويلة وتركيب صمام المخ لتصريف السائل الزائد: 
النوع الأكثر شيوعًا لعلاج استسقاء الرأس هو زرع جهاز يعرف باسم "التحويلة" لتحويل السائل النخاعي الزائد بعيدًا عن الدماغ. التحويلة عبارة عن أنبوب مرن يتم وضعه، مع قسطرة وصمام، تحت الجلد لتصريف السائل النخاعي الزائد من البطين داخل الدماغ إلى تجويف آخر في الجسم مثل التجويف البريتوني (المنطقة المحيطة بأعضاء البطن).

تتم زراعة صمام المخ من خلال إجراء جراحي صغير يتم فيه فتح فتحة صغيرة في الجمجمة، ثم يتم إدخال أنبوبة رفيعة قطرها 2 ملم في التجويف البطيني الجانبي الدماغي وتوصيلها بصمام خاص للتحكم في ضغط المخ. تتم زراعة الصمام تحت فروة الرأس ويتصل بأنبوبة رفيعة تمر تحت جلد الرقبة والصدر وتوجه إلى تجويف البطن لتصريف السائل الشوكي الدماغي الزائد من الرأس إلى البطن ليتم امتصاصه.

بمجرد إدخاله، يظل نظام التحويلة في مكانه عادةً طوال مدة حياة المريض. يؤدي نظام التحويلة بشكل مستمر وظيفته المتمثلة في تحويل السائل الدماغي الشوكي بعيدًا عن الدماغ، وبالتالي الحفاظ على الضغط داخل الجمجمة ضمن الحدود الطبيعية. يحرص الأستاذ الدكتور محمد البلتاجي على استخدام جهاز الملاحة الجراحي لتوجيه الجراحة بمنتهى الدقة.

بعد الجراحة، تكون جميع مكونات نظام التحويلة بالكامل تحت الجلد وغير مرئية، ولا يتعرض أي شيء للخارج. وبالتالي، لا يشعر المريض بوجود التحويلة، ويساعد في تخفيف الضغط على المخ. 

كيفية التعامل مع حالات تركيب الصمام:
يجب أن ندرك أهمية الصمام في صحة المريض للسيطرة على ضغط المخ الزائد. وفي بعض الأحيان، قد تظهر علامات تشير إلى وجود مشكلة في الصمام، مثل:
1. زيادة حدة الصداع مع مرور الوقت؛ مما ينعكس على سلوك الطفل المتذمر والبكاء دون سبب وغضبه غير مفهوم.
2. القيء المتكرر وعدم القدرة على الاستيقاظ.
3. انتفاخ الجلد بشكل ملحوظ في منطقة الصمام.
4. عدم وضوح الرؤية أو الرؤية المزدوجة أو صعوبة في الرؤية.
5. مشاكل في التوازن أو المشي.

من المهم أن ندرك إمكانية حدوث عدوى الصمام؛ مما يعني دخول البكتيريا في الصمام والتأثير على وظيفته، مما يسبب ضغطًا على المخ. لذا، يجب أن نكون حذرين من الأعراض التي قد تشير إلى الإصابة بالعدوى، مثل:
1. ارتفاع درجة الحرارة إلى أكثر من 38.0 درجة مئوية.
2. احمرار وتورم حول الصمام مع التهاب شديد.
3. الألم حول الصمام أو الأنبوبة (القسطرة).

يعد تركيب الصمام في حالات استسقاء المخ أمرًا هامًا للغاية. وبالتالي، يجب متابعته بانتظام. في حالة إن المريض طفل، فإنه يحتاج إلى استبدال أنبوب البطن مع مرور الوقت عندما يصبح أكبر.

علاج استقساء المخ بالتدخل الجراحي المحدود بالمنظار: 
بعض حالات استسقاء المخ عندما يكون السبب هو وجود انسداد، يُمكن إجراء فتحة صغيرة في صهاريج المخ الداخلية في البطين الثالث باستخدام المنظار. يستخدم الأستاذ الدكتور محمد البلتاجي كاميرا صغيرة (منظارًا داخليًا) مزودة بألياف بصرية لتصوير البطينين. بمجرد توجيه المنظار إلى موضعه، تقوم أداة صغيرة بعمل ثقب صغير في أرضية البطين الثالث، لإنشاء مسار جديد يمكن أن يتدفق من خلاله السائل الدماغي الشوكي. يتم توجيه المياه المتراكمة للتصريف من خلال مسار آخر غير المسدود لتفادي تراكم السائل. 

من خلال التدخل الجراحي لزراعة التحويلة أو المنظار الجراحي والمتابعة مع الأستاذ الدكتور محمد البلتاجي، أستاذ جراحة المخ والأعصاب، كلية الطب، جامعة القاهرة، يستمر العديد من الأشخاص المصابين باستسقاء المخ في العيش حياة طبيعية والسيطرة على الأعراض المُصاحبة.