التدخل الجراحي لعلاج عرق النسا
التدخل الجراحي لعلاج عرق النسا
عرق النسا هو لفظ متداول لوصف ألم العصب الوركي الذي يمتد من الأسفل إلى الأرداف ويصل إلى الساق. يظهر بألم ممتد من أسفل الظهر مرورًا بالفخذ والساق والقدم. قد تتأثر ساق واحدة، وأحيانًا يمكن أن تشمل الساقين.
عرق النسا أمر يجب مراعاته جيدًا، حيث يمكن أن يؤثر على نشاطات المريض اليومية ويسبب مضاعفات مثل عدم التحكم في الإخراج. قد يحتاج عرق النسا في بعض الحالات إلى تدخل جراحي لعلاجه، مثل إزالة النتوء العظمي أو الغضروف المنزلق الضاغط على العصب. يُجري الأستاذ الدكتور محمد البلتاجي أستاذ جراحة المخ والأعصاب، كلية الطب، جامعة القاهرة، الجراحة عادةً عندما يعاني الشخص من أعراض شديدة تؤثر على وظائف الجسم مثل فقدان السيطرة على التبول أو التبرز، أو عدم تحسن الألم مع العلاجات الأخرى.
الأسباب المحتملة لحدوث عرق النسا:
• التغيرات في العمود الفقري المرتبطة بالعمر؛ لذا فإن كبار السن هم الأكثر عرضة للإصابة بعرق النسا بسبب تدهور الأقراص الفقرية وضيق القناة العصبية القطنية.
• الانزلاق الغضروفي القطني هو السبب الأشهر.
• السمنة حيث تسبب زيادة الضغط على العمود الفقري.
• مرض السكر الذي يسبب التهابات وتلف الأعصاب.
• متلازمة العضلة الكمثرية، وهو اضطراب عصبي عضلي يشمل ضغط عضلة الكمثري على العصب الوركي.
• ضيق القناة العصبية القطنية.
• التزحزح الفقاري.
• كسر بالفقرات.
• ورم داخل أو على طول الحبل الشوكي أو العصب الوركي، ومع نمو الورم، يبدأ في الضغط على الأعصاب المتفرعة من الحبل الشوكي.
بعض العادات اليومية غير الصحية التي تزيد من احتمالية الإصابة بعرق النسا:
• التوتر والقلق لفترات طويلة: يُعتقد أن التوتر والقلق يمكن أن يحدثا ضغطًا على الأعصاب، بما في ذلك العصب الوركي؛ مما يتسبب في ظهور الأعراض.
• الجلوس لفترات طويلة مع وجود مفاتيح أو محفظة في الجيب الخلفي للملابس: هذا السلوك قد يضر بالعضلة التي تحتوي على العصب الوركي، ومع مرور الوقت، يمكن أن يؤدي إلى ظهور الأعراض.
• ارتداء الكعب العالي للسيدات: يعتبر ارتداء الكعب العالي أحد العوامل التي تزيد من احتمالية الإصابة بعرق النسا، حيث يؤثر على توازن الجسم ومركز الجاذبية ويضع ضغطًا على العصب الوركي والأعضاء المحيطة.
• تناول الأطعمة غير الصحية: لأنها تؤدي إلى الوزن الزائد الذي يمكن أن يسبب آلامًا في الظهر وضغطًا على العصب الوركي. لذلك، من المهم الحفاظ على وزن صحي لتجنب الإصابة بعرق النسا.
• رفع وحمل الأحمال الثقيلة بطريقة غير صحيحة: عند رفع الأشياء الثقيلة من الأرض، يمكن أن يتعرض الظهر لضغط أكبر من الركبتين، وهذا يزيد من خطر ظهور أعراض عرق النسا.
• الجلوس لفترات طويلة دون ممارسة التمارين الرياضية: الجلوس لفترات طويلة أثناء العمل دون ممارسة التمارين الرياضية يمكن أن يزيد من احتمالية الإصابة. ولذا فإن الأشخاص الذين يمتلكون نمط حياة أكثر خمولًا هم أكثر عرضة للإصابة. من المهم اختيار مقعد داعم لأسفل الظهر ومساند للذراعين للمحافظة على مستوى الفخدين والركبتين أثناء الجلوس.
أعراض عرق النساء:
تتشابة أعراض عرق النسا مع أعراض العديد من الأمراض. معرفة أعراض عرق النساء يساعد في بدء العلاج بشكل صحيح. عرق النسا ما هو إلا ألم مميز من أسفل الظهر ويمتد إلى الأرداف وأسفل الساق ويمكن وصفه بالآتي:
• ألم يشبه الإحساس بالحرقة والحرارة.
• ألم يشبه الصعق الكهربي.
• أحيانًا الألم يكون مصحوب بالتنميل أو الوخز.
• ألم يزداد في بعض الأحيان أثناء الجلوس أو السعال أو العطس.
متى يكون التدخل الجراحي هو الأمثل لحالات عرق النسا؟
تختلف طرق العلاج وفقًا لحالة كل فرد. يمكن استخدام العلاج الطبيعي أو الدوائي في بعض الحالات. في بعض الحالات الأخرى، يصبح التدخل الجراحي الخيار الأمثل، وذلك عندما يسبب الضغط ضعفًا كبيرًا أو فقدان السيطرة على الأمعاء أو المثانة، أو عندما لا يستجيب الألم للعلاج الدوائي أو الطبيعي. يتضمن العلاج إزالة الضغط على العصب وتحريره بأمان؛ مما يؤدي إلى تحسين الحالة وتحقيق الراحة المطلوبة.
الميكروسكوب الجراحي:
يستخدم الأستاذ الدكتور محمد البلتاجي أستاذ جراحة المخ والأعصاب، كلية الطب، جامعة القاهرة، الميكروسكوب الجراحي لتخفيف الألم والأعراض الأخرى التي تحدث عندما يضغط الغضروف المنزلق في العمود الفقري على جذر العصب المجاور. أثناء العملية، يقوم الجراح بتحرير العصب عن طريق إزالة أجزاء صغيرة من القرص والعظام والأربطة.
استئصال الغضروف بالميكروسكوب الجراحي هو من ضمن تقنيات التدخل الجراحي المحدود، لأنه لا يتطلب سوى شق صغير واستخدام ميكروسكوب لتكبير موقع الإصابة. يستخدم الجراح أيضًا أدوات أصغر للعمل في مساحة محدودة في العمود الفقري.
مميزات التدخل المحدود بالميكروسكوب الجراحي في علاج عرق النسا:
على عكس جراحة العمود الفقري المفتوحة، يمكن أن تكون تقنيات التدخل المحدود أسرع وأكثر أمانًا وتتطلب وقتًا أقل للتعافي. هناك العديد من الفوائد المحتملة بسبب انخفاض الصدمة التي تتعرض لها العضلات والأنسجة الرخوة مقارنةً بالعمليات المفتوحة، ومنها:
• نتائج تجميلية أفضل من خلال شقوق جلدية أصغر (لا تتعدى عدة مليمترات).
• انخفاض فقدان الدم من الجراحة.
• تقليل خطر تلف العضلات لأن الإجراء يتطلب قطعًا أقل للعضلات.
• انخفاض خطر العدوى وآلام ما بعد الجراحة.
• التعافي بشكل أسرع من الجراحة.
• تقليل الاعتماد على مسكنات الألم بعد الجراحة.
عرق النسا خلال فترات الحمل:
عرق النسا شائع في الحمل ويمكن أن يتسبب في آلام أسفل الظهر والأرداف والساق. يُعتقد أن بعض هرمونات الحمل تسبب ارتخاءً في الأربطة التي تربط الفقرات القطنية معًا وتحمي الغضاريف الفقرية وتحافظ على استقرار العمود الفقري. هذا الارتخاء يمكن أن يتسبب في عدم استقرار العمود الفقري وزيادة احتمالية انزلاق الغضاريف وضغط الأعصاب، وبالتالي تطور عرق النسا.
بالإضافة إلى ذلك، وزن الجنين ووضعه في الرحم يمكن أن يؤدي إلى زيادة الضغط على العصب الوركي، مما يسبب آلامًا أسفل الظهر.
يوجد عدة طرق مفيدة لتخفيف آلام عرق النسا أثناء الحمل وبعد الولادة. ينصح بممارسة العلاج الطبيعي وتدليك مناطق الألم، واستخدام الحمام الدافئ والتطبيقات الحرارية، وقد يكون استخدام بعض الأدوية آمنًا وفعالًا. من المهم أيضًا أن تتبع النساء الحوامل تقنيات وضعية جيدة أثناء الحمل لتخفيف الألم.
طرق لتجنب الإصابة بعرق النسا:
• ممارسة الرياضة بانتظام وتقوية العضلات الرئيسية في الظهر والبطن.
• يجب على المدخنين تقليل التدخين قدر الإمكان، لأن بعض مكونات التبغ قد تتداخل مع تدفق الدم إلى غضاريف العمود الفقري.
• الحرص على الوقوف بوضعية جيدة واستخدام كراسي توفر دعمًا لأسفل الظهر، وتجنب وضع أي توتر أو ضغط على الظهر أثناء الجلوس.
• الحفاظ على وضعية مناسبة عند الجلوس. يجب اختيار مقعد يدعم الجزء السفلي من الظهر ومساند للذراعين للحفاظ على مستوى الركبتين والفخذين.
• يجب تجنب وضع المحافظ في الجيوب الخلفية بالنسبة للرجال.
• عند رفع أحمال ثقيلة، يجب استخدام التقنيات الصحيحة للرفع والانحناء، والاعتماد على الركبة بشكل أكبر لتحمل الضغط بدلًا من التحميل على الظهر بالكامل.
• الحفاظ على وزن صحي.
• تجنب الحركات القوية والتواء الظهر، بل مراعاة توزيع الوزن بشكل جيد عند حمل الأشياء الثقيلة.
• تجنب الجلوس لفترات طويلة دون حركة والقيام بتمارين تمدد وتقوية العضلات بانتظام.
إن خبرة الأستاذ الدكتور محمد البلتاجي أستاذ جراحة المخ والأعصاب، كلية الطب، جامعة القاهرة، في جراحات الميكروسكوب محدودة التدخل أتاحت علاج حالات عرق النسا غير المستجيبة للعلاجات التحفظية بقدر عال من الأمان وبمعدلات نجاح مرتفعة.