علاج الصرع بالجراحة

علاج الصرع بالجراحة

علاج الصرع بالجراحة

يعتبر الصرع أحد أكثر اضطرابات الجهاز العصبي المركزي شيوعًا ويؤثر على الأشخاص من جميع الأعمار. يتسبب الصرع في نشاط غير طبيعي في الدماغ؛ مما يؤدي إلى حدوث ما يسمى بنوبات صرع. يعاني 25-30٪ من مرضى الصرع من نوبات صرع على الرغم من المحاولات المتعددة للتحكم بها من خلال الأدوية. في حالة عدم الاستجابة إلى العلاج الدوائي، يتم اللجوء إلى العلاج الجراحي مع الأستاذ الدكتور محمد البلتاجي أستاذ جراحة المخ والأعصاب، كلية الطب، جامعة القاهرة، حيث يتم استئصال الجزء المصاب من المخ بتقنية الجراحة المحدودة للمخ والأعصاب التي تتميز بأنها الأكثر دقة، الأقل تدخلاً، والأكثر فعالية. يعتبر هذا العلاج نهائيًا وذو تأثير فوري في علاج مشكلة الصرع. 

كيف يحدث مرض الصرع وما هي أعراضه؟
الدماغ هو المركز الذي يتحكم وينظم جميع الاستجابات الإرادية وغير الإرادية في الجسم. يتكون المخ من خلايا عصبية تتواصل عادةً مع بعضها البعض من خلال النشاط الكهربائي.

يحدث الصرع عندما يتلقى جزء من الدماغ إشارات كهربائية غير طبيعية بشكل مفاجئ؛ مما يؤدي مؤقتًا إلى توقف وظيفة الدماغ الكهربائية الطبيعية. ينتج عن ذلك حدوث نوبات أو فترات من السلوك والأحاسيس غير الطبيعية، وفي بعض الأحيان قد يؤدي إلى فقدان الوعي.

قد تكون أعراض الصرع عند الأطفال غير ظاهرة، ولكن هناك بعض العلامات التي يمكن للأم تمييزها عند الطفل المصاب، وتشمل:
حركات عشوائية أو دائرية للعينين، حركة سريعة للجفون، أو التحديق.
اهتزاز لا يمكن السيطرة عليه.
حركات فمية مثل لعق الشفاه والمضغ وخروج اللسان من الفم.
حركات غير طبيعية في القدم مثل الركض الافتراضي (مثل ركوب دراجة).
مشاكل في التنفس أو توقف التنفس لفترة طويلة.
تيبس العضلات أو تصلبها.
توجيه الرأس أو العين إلى جهة واحدة.
حركات معقدة للرأس و/أو الذراعين و/أو الساقين.
فقدان السيطرة على الأمعاء أو المثانة.
السقوط المفاجئ دون سبب واضح، خاصةً عندما يرتبط بفقدان الوعي.
عدم الاستجابة للضوضاء أو الكلمات لفترات قصيرة.
الظهور بمظهر مرتبك أو في حالة ضبابية.
إيماءة الرأس بشكل إيقاعي.

أما بالنسبة لأسباب الإصابة بالصرع، فغالبًا لا يوجد سبب محدد في العديد من الحالات، ولكن هناك عوامل تساهم في حدوث الصرع، مثل:
اضطرابات النمو مثل التوحد.
العوامل الوراثية، حيث يكون بعض أنواع الصرع موجودة في العائلات.
حمى شديدة في فترة الطفولة.
الأمراض المعدية مثل التهاب السحايا.
سوء التغذية خلال فترة الحمل.
نقص الأكسجين قبل أو أثناء الولادة.
إصابة في الرأس.
وجود أورام في الدماغ.

النوبات الصرعية قد تستمر لمدة تصل إلى خمس دقائق، وتصاحبها تشنجات تستمر لمدة 5-10 ثوانٍ عند الاستيقاظ أو عند الذهاب للنوم. 

قد يصاب أي شخص بالصرع في أي عمر وبغض النظر عن النوع. قد يتعرض الأطفال للصرع منذ السنة الأولى من العمر، ولكن لا يمكن تشخيص حالة الصرع بشكل عام بناءً على نوبة واحدة فقط. يجب أن يحدث على الأقل نوبتان لتشخيص حالة الصرع.

الاستعداد للجراحة لعلاج الصرع:
يجب أن يتم تقييم كل حالة على حدة، وتحديد ما إذا كانت الجراحة هي الخيار الأمثل للمريض. يعتمد ذلك على عدة عوامل، مثل نوع وشدة الصرع وموقع المنطقة المصابة في الدماغ، بالإضافة إلى استجابة المريض للعلاج الدوائي والتأثير المحتمل للجراحة على وظيفة الدماغ الأخرى.

الصرع

قبل جراحة الصرع، يحدد الفريق الجراحي الذي يرأسه الأستاذ الدكتور محمد البلتاجي أستاذ جراحة المخ والأعصاب، كلية الطب، جامعة القاهرة، مكان حدوث النوبات في الدماغ باستخدام طريقة تسمى رسم خرائط الدماغ. يساعد رسم خرائط الدماغ الجراح على تحديد الخيار العلاجي الصحيح والتخطيط للعمليات الجراحية بعناية للحصول على أفضل النتائج.

رسم خرائط الدماغ يساعد الجراح في الحفاظ على المناطق المسؤولة عن الوظائف الحيوية، مثل الذاكرة واللغة، وأساليب التدخل الجراحي البسيط التي تسمح بالوصول إلى الدماغ من خلال ثقوب صغيرة في الجمجمة.

متى قد يحتاج الشخص إلى علاج الصرع بالجراحة؟
إن العلاج الجراحي هو الحل الأكثر فاعلية لعلاج الصرع. عادةً ما يتم اللجوء إلى جراحة الصرع في الحالات الآتية:
عدم استجابة المريض للعلاج الدوائي وعدم السيطرة على النوبات الصرعية والتعرض إلى العديد من المشكلات المرتبطة بالنوبات، مثل التعرض لإصابات جسدية شديدة وصعوبة السيطرة عليها، تدهور الذاكرة ومهارات التفكير، وتأخر النمو لدى الأطفال. إن عدم تحكم الأدوية المضادة للنوبات في النوبات يعني أنه تمت تجربة دواءين على الأقل ولكنهما لا ينجحان في السيطرة على النوبات. من بين كل ثلاثة مرضى بالصرع، يعاني واحد منهم من نوبات لا يمكن السيطرة عليها بالأدوية. 
لا يمكن تحمل الآثار الجانبية للأدوية المضادة للنوبات.
لم تساعد التقنيات الأخرى في السيطرة على النوبات.
النوبات متكررة وشديدة ومنهكة.
إذا كانت النوبات ناجمة عن حالات غير الصرع، مثل ورم في المخ أو تشوه شرياني وريدي.
إذا أظهرت الاختبارات أن النوبات ناجمة عن مشكلة في جزء صغير من المخ ويمكن إزالته دون التسبب في آثار خطيرة.

في هذه الحالات، يمكن أن يلجأ الأطباء إلى العلاج الجراحي للتحكم في الصرع. الهدف من الجراحة هو إيقاف النوبات أو تقليل تكرارها، أو جعل النوبات أقل حدة. يتم ذلك عن طريق إزالة منطقة صغيرة من الدماغ، تلك التي تعتبر مصدرًا للنوبات الصرعية. 

يستخدم الأستاذ الدكتور محمد البلتاجي أستاذ جراحة المخ والأعصاب، كلية الطب، جامعة القاهرة، تقنيات جراحية دقيقة لتحديد المنطقة المصابة وإزالتها بشكل جزئي أو كلي. من أهم أجهزة غرفة عمليات المخ والأعصاب جهاز الملاحة الجراحي لتحديد المواقع بمنتهى الدقة وجهاز مراقبة الأعصاب. عندما يكون النشاط غير الطبيعي مرتبطًا بجزء واحد من الدماغ فقط، فإن الجراحة الميكروسكوبية للصرع تعتبر الحل الأمثل.

تقنية الجراحة الميكروسكوبية:
تقنية الجراحة الميكروسكوبية للصرع هي واحدة من أكثر الطرق فعالية لعلاج الصرع، لأنها توفر لجراح الأعصاب رؤية مكبرة للغاية ومضاءة بشكل ساطع للمنطقة الجراحية. تعتبر الجراحة الميكروسكوبية للصرع هي الحل الفعال لعلاج النوبات التي تحدث بسبب نشاط غير طبيعي في جزء واحد من الدماغ.

الميكروسكوب الجراحي يُقدم علاجًا جراحيًا أقل تدخلًا وأكثر استهدافًا للصرع، حيث يستخدم الأستاذ الدكتور محمد البلتاجي أستاذ جراحة المخ والأعصاب، كلية الطب، جامعة القاهرة، صورًا ثلاثية الأبعاد للدماغ لتخطيط الإجراءات وتوجيه حركاته إلى منطقة مستهدفة محددة. يعتمد الجراح على صور من التصوير المقطعي المحوسب (CT) أو جهاز التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI) لمتابعة حركات الأدوات أثناء الجراحة، بدلًا من إنشاء فتحة كبيرة في الجمجمة لرؤيتها بالأعين المجردة حيث يوفر الميكروسكوب المزود بكاميرا غاية في الدقة قوة تكبير للصورة تصل إلى 400 مرة.

يتم استخدام الميكروسكوب لتوجيه الجراح وتمكينه من الوصول إلى المنطقة المصابة بشكل دقيق. يتم تحديد المنطقة المراد إزالتها باستخدام تحاليل الصور الشعاعية وتسجيل النشاط الكهربائي للدماغ. 

بعد الجراحة، يمكن للمريض أن يعيش حياة خالية من النوبات الصرعية أو أن تقل ترددها وشدتها بشكل كبير حتى في الحالات التي تعاني من الصرع المقاوم لأدوية النوبات والاضطرابات، وذلك من خلال تقنيات جراحة الدماغ المتقدمة مع الأستاذ الدكتور محمد البلتاجي أستاذ جراحة المخ والأعصاب، كلية الطب، جامعة القاهرة، تلك التي تقدم ثورة علاجية لأولئك الذين يعانون من الصرع المقاوم.