علاج أورام العمود الفقري

أورام العمود الفقري هي أورام تؤثر على الحبل الشوكي أو العمود الفقري وتحدث نتيجة نمو الأورام في أجزاء مختلفة من العمود الفقري، سواء في الجزء العظمي أو الحبل الشوكي والأعصاب المحيطة به. 

العمود الفقري هو العظام التي تحمي الحبل الشوكي. يبدأ العمود الفقري عند قاعدة الجمجمة وينتهي في الحوض. أما الحبل الشوكي فهو عبارة عن هيكل أسطواني يمر عبر مركز العمود الفقري، من أسفل المخ إلى أسفل الظهر ويحتوي على حزم عصبية وخلايا تحمل الرسائل من المخ إلى باقي أجزاء الجسم، ومن الجسم إلى المخ.

• داخل الحبل الشوكي (داخل النخاع).

• في الأنسجة التي تغطي الحبل الشوكي.

• بين الحبل الشوكي وعظام العمود الفقري.

• في الفقرات العظمية من العمود الفقري.

قد تكون أورام العمود الفقري حميدة أو خبيثة أي سرطانية. إذا استمر الورم في النمو، فإنه يسبب أضرارًا للعمود الفقري ويؤثر على وظائفه الدعامية والعصبية. هذه الأضرار تظهر بسبب ضغط الورم على الحبل الشوكي وجذور الأعصاب والأوعية الدموية المجاورة للعمود الفقري. بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يؤدي نمو هذا الورم إلى شرخ أو كسر بالفقرات وبالتالي عدم استقرار العمود الفقري، مما يمكن أن يتسبب في عجز دائم للمريض.

تُسمى الأورام التي تظهر لأول مرة على العمود الفقري أو الحبل الشوكي بالأورام الشوكية الأولية. تنتج أورام العمود الفقري الثانوية عن انتشار السرطان من منطقة أخرى في الجسم إلى العمود الفقري مثل أورام الثدي والرحم والبروستاتا والمعدة. تعتبر أورام العمود الفقري الثانوية أكثر شيوعًا من أورام العمود الفقري الأولية.

• ألم ظهر مستمر ولا يتحسن حتى مع تناول المسكنات، وقد يمتد للرقبة والذراعين والساقين.

• ضعف وثقل في الأطراف مع تنميل.

• صعوبة التوازن وضعف العضلات.

• ضعف أو فقدان السيطرة على البول والبراز نتيجة ضغط الورم على الأعصاب المسؤولة عن نقل الإحساس في تلك الأعضاء.

إذا شعرت بأي من هذه الأعراض المذكورة لديك، أو لاحظت على طفلك فقدانه الاتزان أو شعوره بالإرهاق أو وجود ثقل في ساقيه أو تبوله اللا إرادي، فمن المهم جدًا استشارة طبيب مختص دون تأخير لإجراء الفحص والتشخيص المناسبين. 

أورام العمود الفقري هي أورام شائعة وتشترك في أعراضها مع أمراض أخرى، ولذا فإن التشخيص الدقيق من قِبل الطبيب هو أمر بالغ الأهمية لاكتشاف وجود الورم مبكرًا. بشكل عام، يكون التشخيص المبكر ضروريًا للبدء في العلاج مبكرًا، وينبغي زيارة الطبيب في الحالات التالية:

• وجود ألم في الظهر مستمر ويزداد تدريجيًا وغير مرتبط بالنشاط اليومي.

• تفاقم الألم خلال فترة المساء.

• وجود تاريخ مرضي للإصابة بالسرطان.

• زيادة الضعف أو الشعور بالتنميل في العضلات في منطقة الساق أو الذراع.

• وجود تغيرات في منطقة الحوض أو وظيفة المثانة.

في حالة عدم تشخيص وعلاج الورم في وقتٍ مناسب، قد يتطور المرض ويسبب انحناءً في العمود الفقري وصعوبة في الحركة والمشي. في بعض الحالات الشديدة، يمكن أن يؤدي الورم إلى العجز التام بسبب الشلل. 

إذا تمت إزالة الورم خلال أول 72 ساعة من حدوث الشلل؛ يتراجع الضغط عن العصب ويسترجع المريض قدرته على الحركة والتحكم في البول، ولكن إذا لم يتم استئصال الورم في هذه الساعات الحرجة؛ يضمر العصب المتضرر تمامًا ولا تتحسن الحالة حتى مع إجراء الجراحة واستئصال الورم. ولذلك، فإن أهمية الكشف المبكر والعلاج لأورام العمود الفقري تظل أمرًا حاسمًا دائمًا.

• التشخيص بالأعراض مثل الألم المستمر بعد أسبوع.

• الفحص لتحديد وجود الضعف وتحديد درجته مع طبيب أعصاب متخصص.

• التصوير بالرنين المغناطيسي بالصبغة على جزء العمود الفقري الذي يتم تحديده بناءًا على الفحص. 

• المسح الذري في حالة وجود تاريخ لمرض سرطاني والاشتباه بالإصابة بورم ثانوي في العمود الفقري. المسح الذري يوضح البؤر النشطة في العمود الفقري والجسم ككل.

• الأشعة المقطعية لتوضيح درجة تآكل العظام والحاجة إلى تثبيتها.

• الأشعة السينية  للتحقق من التشريح العظمي، محاذاة العمود الفقري، ومدى استقراره.

الجراحة هي خيار العلاج الأكثر فعالية إذا كان الورم يسبب الأعراض. أثناء جراحة أورام العمود الفقري، يقوم الجراح باستئصال الورم لتخفيف الضغط على الحبل الشوكي وتثبيت العمود الفقري لتحقيق الاستقرار عند الحاجة. 

مع تطور التكنولوجيا أصبحت جراحات أورام العمود الفقري تتسم بالأمان المُطلق بسبب كثرة الإمكانات التي يمكن تطبيقها وأهمها على الإطلاق جهاز مراقبة  أو متابعة الأعصاب (Neurophysiological Monitoring)  الذي يضمن استئصال أكبر قدر ممكن من الورم مع الإبقاء على سلامة الأعصاب المجاورة، حيث يقيس تأثير الجراحة على العصب بصورة مستمرة طوال إجراء الجراحة.

تقدمت وتطورت أساليب العلاج الجراحي في مجال المخ والأعصاب سواء داخل المخ أو في العمود الفقري تطورًا مذهلًا. يتبع الأستاذ الدكتور محمد البلتاجي أستاذ جراحة المخ والأعصاب، كلية الطب، جامعة القاهرة، هذه التقنيات الأحدث لضمان عدم حدوث مضاعفات، تعافي أسرع، وأقل إقامة بالمستشفى؛ وبالتالي تتيح سرعة البدء في العلاجات التكميلية سواء بالإشعاع أو بالعلاج الكيميائي.

هذه الفوائد المتميزة ترجع إلى بساطة التدخلات الجراحية في عضلات وعظام العمود الفقري وصغر حجم الشق الجراحي وسهولة تحديد موقعه باستخدام جهاز الملاحة الجراحي.

يمكن التخلص من أورام العمود الفقري مع خبرة الأستاذ الدكتور محمد البلتاجي في استخدام المنظار الجراحي لضمان إجراء عملية آمنة ودقيقة. يوفر المنظار الجراحي صور مُكبرة وثلاثية الأبعاد؛ مما يتيح علاج أورام العمود الفقري دون فقدان كميات كبيرة من الدم أو الاحتياج إلى جروح خارجية كبيرة كما هو الحال في الجراحة التقليدية. هذا يقلل من الألم بعد الجراحة ويساعد على العودة إلى أنشطة الحياة اليومية بشكل أسرع.

التدخل الجراحي المحدود باستخدام الميكروسكوب إلى جانب المنظار الجراحي هو أحدث وأفضل طرق استئصال أورام العمود الفقري. تساعد الجراحة الميكروسكوبية رؤية تفاصيل الورم بدقة؛ لذا فإنها طريقة آمنة على الأنسجة السليمة وتضمن عدم عودة الورم مرة أخرى. تتميز هذه الطريقة بعدة مزايا، بما في ذلك:

1. جرح صغير: يتم إجراء شق صغير جدًا بالجلد للوصول إلى الورم؛ مما يقلل من حجم الجرح ويقلل من المضاعفات المحتملة.

2. فترة نقاهة قصيرة: بفضل الجرح الصغير وتقنية الميكروسكوب، يمكن أن تكون فترة النقاهة بعد الجراحة أقصر؛ مما يساعد على العودة إلى الحياة اليومية بسرعة أكبر.

3. الحفاظ على عضلات وعظام العمود الفقري: تتيح تقنية الميكروسكوب الجراح الرؤية الدقيقة للورم والأنسجة المحيطة به؛ مما يساعد على الحفاظ على العضلات والعظام السليمة في العمود الفقري.

4. مستوى دقة وأمان أعلى أثناء الجراحة: يتيح الميكروسكوب للجراح الأستاذ الدكتور محمد البلتاجي رؤية أفضل وتحسين دقة الإجراءات الجراحية؛ مما يقلل من المخاطر المحتملة ويزيد من نجاح العملية. 

قد يكون العلاج الإشعاعي كافيًا في حالات أورام العمود الفقري أو الحبل الشوكي الثانوية وذلك من خلال أخذ عينة لمعرفة نوعها لتحديد مدى استجابتها للعلاج الإشعاعي قبل بدء العلاج. يختفي الورم مع العلاج الإشعاعي ويمكن الاكتفاء به طالما لا يضغط الورم على عصب ولا يوجد خوف من تضرر العصب. أيضًا في حالات الأورام الحميدة، يعتبر العلاج الإشعاعي بديلًا عن الجراحة في حالة ثبات حجم الورم. في بعض الحالات، يتم اللجوء إلى العلاج الكيميائي الذي يعمل على تحجيم الورم قبل إجراء الجراحة. هذه القرارات تحتاج إلى خبرة الأستاذ الدكتور محمد البلتاجي أستاذ جراحة المخ والأعصاب، كلية الطب، جامعة القاهرة، ورئيس قسم المخ والأعصاب في مستشفى سرطان الأطفال 57357 بمصر، التي تمتد إلى سنوات طويلة في مجال جراحات المخ والأعصاب.